أخبار مفتي الجمهورية

سماحة المفتي يستقبل النائب سامي الجميل

استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى النائب سامي الجميل على رأس وفد من حزب الكتائب اللبنانية وبعد اللقاء قال النائب الجميل: قدمنا لسماحته التهاني بالعيد وتمنينا له سنة خير له وللطائفة ولكل لبنان، وبهذه المناسبة احببنا ان نؤكد لسماحته ايماننا وقناعتنا بان كل التشنجات الطائفية اليوم التي نشهدها ليست الا غطاء او محاولة للبعض بان يخفوا الفشل الذريع على الصعيد الوطني بإدارة لبنان. نرى اليوم فشل على كل الملفات، نرى ان هذه التسوية التي حصلت لم تستطع ان تبني لنا دولة قانون، دولة حق تحافظ على كل اللبنانيين لاي طائفة انتموا، ولهذا السبب البعض يحاول ان يستعمل التشنجات الطائفية للتغطية على كل الإدارة السيئة التي سببتها هذه التسوية، وللأسف هذه اللعبة الطائفية يلعبها الجميع ويدفع ثمنها جميع اللبنانيين أيضا، فنحن نرى لبناني مقهور، لبناني سني ومسيحي وشيعي ودرزي مقهور، ونرى بنفس الوقت طبقة سياسية غير معنية بهذا القهر، وبنفس الوقت تحاول تخدير طوائفها من خلال التشنجات الطائفية كي لا ينتفض الشعب على الواقع المرير الذي يعيشه، لا ينتفض على انتهاك سيادته، لا ينتفض على وضعه الاقتصادي، لا ينتفض على وضعه الصحي والبيئي، لا ينتفض على الفساد الذي يراه يوميا في الدولة اللبنانية. فاليوم بالنسبة لنا هذه التشنجات الطائفية هي مخدر للشعب اللبناني مما هي حقيقية، لهذا السبب نحن ندعو الشعب اللبناني لليقظة، وندعو اللبنانيين لاي طائفة انتموا ان لا ينجروا وراء هذا المنطق، وليتذكروا ان كل واحد منهم انسان عنده حق كإنسان يعيش في هذا البلد بكرامته، وان لا نسمح لاحد ان يضيع هدفنا الذي هو بناء دولة قانون، دولة حق، دولة فيها اقتصاد قوي، دولة ترعى كل اللبنانيين وكل المواطنين الذين يعيشون فيها، وبهذه الطريقة يكون كل لبناني وصله حقه، وهذا كله شرطه اكيد ان تكون الدولة دولة سيدة حرة ومستقلة، هذه هي  الشروط التي تجعل كل اللبنانيين الذين يعيشون في هذه البلد مرتاحين، راسهم مرفوع، ولا نسمح باي شكل من الاشكال ان يضيعنا احد من هذا الهدف السامي.

أحببت بهذه المناسبة ان أقول هاتين الكلمتين، واطلب من المسؤولين ان يتحلوا بالمسؤولية عند ممارسة أداءهم او صلاحياتهم كوزراء او كمسؤولين، اذ لا يجوز بكلمة من هنا او من هناك ان نعرض حياة ومستقبل مئات الاف اللبنانيين الذين يعملون في الخليج من وراء زلة لسان، وزلة اللسان تلك ليس مسموح بها عندما نكون بموقع مسؤولية بهذا الحجم. يوجد عندنا 500.000 لبناني موجودين بالخليج، هكذا كلام لا نستطيع نحن ان نغلط به، فأولئك لديهم أولاد، وعائلات، واشغال، لو لدينا بعددهم يشتغلون في لبنان كنا حكينا، لكن لا السعودي، ولا الإيراني، ولا الأميركي، ولا الفرنسي، ولا الإنكليزي يقتلوا انفسهم ليعملوا في لبنان، لدينا 500.000 لبناني يعملون في هذه الدول اذا مش اكثر، فرجاء يجب ان ننتبه، وبدل ان نرى ونسعى لتحسين علاقاتنا مع كل الدول ونكون على الحياد بالصراعات القائمة، نجر انفسنا على هذه الصراعات ونؤذي علاقاتنا بالدول التي استقبلتنا وكرمتنا وتتعاطى معنا باحترام، نحن من وراء مزايدات معينة نكون نعرض حياة هؤلاء الناس للخطر.

أضاف: انا قلت انه كي ينسوا الناس الفشل سيكملون بإعلاء الوتيرة لانه بهذه الطريقة يعتبرون بانهم ينسوا الناس الفشل الذريع لهذه التسوية السياسية التي أوصلت البلد للذي وصل اليه من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فبتقديري سيستمرون كي يغطوا عن الفشل بمكان اخر.

وتابع: وقت تركب تسوية هجينة مثل هذه، فهذه تكون النتيجة الطبيعية لهذا النوع من التسويات التي لا ترتكز على شيء غير على المصالح الشخصية وعلى المحاصصة، فنحن غير مستغربون للذي وصلت اليه هذه التسوية، ونحن متوقعون ذلك من اول نهار، انما المؤسف ان نصل الى محل نصبح به نخوّن بعضنا ونتهم طوائف بأكملها بالإرهاب، بالوقت الذي انا اعتبر اننا شعب الاعتدال، والسنّة في لبنان برهنوا بكل الظروف انهم نبذوا هذا الإرهاب، وهم ضد هذا الإرهاب.

وهنا بالمناسبة اريد توجيه تحية كبيرة لاهل طرابلس الذين يلصق بهم اتهامات غير مقبولة، وانا جدا وبصراحة متأثر ان ارى الطريقة التي يتم التعامل فيها مع هذه المدينة وأهلها، وأتمنى ان يكون هناك رجوع عن الخطأ لانه بصراحة وكأن تريد دفع الاخر ليأخذ مواقف متطرفة، فنحن نتمنى ان نعود جميعنا الى المصلحة الوطنية، نرجع نضع في راسنا اننا نريد بناء لبنان لجميع اللبنانيين، التحدي الأول والأخير هو بناء دولة سيدة حرة مستقلة حضارية متطورة، دولة قانون تستطيع ان تحمي وتحافظ على جميع اللبنانيين لاي طائفة انتموا.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق