أخبار مفتي الجمهورية

سماحة المفتي يستقبل وفداً من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)

       استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وفدا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج خالد مشعل الذي قال بعد اللقاء: تشرفنا بلقاء سماحته في باكورة زيارة لبنان العزيز من أجل أن نكون بين أبناء شعبنا، وفي ذكرى انطلاقة حماس الرابعة والثلاثين، وأيضاً للتواصل مع المسؤولين في لبنان العزيز. سررنا كثيراً بلقاء سماحته، وهذا اللقاء الأول، من طرفي على الأقل، والحمد لله ما كان يصلنا من مواقفه وقناعاته وسياساته المعبرة عن لبنان العزيز وعن دار الفتوى بإرثها التاريخي هو أمر مشرف تجاه فلسطين وتجاه قضية القدس والأقصى ومجمل قضايا الأمة، وتوجيهات سماحته للخطباء بالتركيز في كل خطب الجمعة على قضية القدس والأقصى، ولبنان هذا ليس غريباً عليه، فلبنان هو في قلب قضايا الأمة، لبنان العزيز بحيويته، بوعي شعبه، بإرث المقاومة، بالثقافة، والصحافة والحرية والديمقراطية، فعلاً لبنان هو في قلب الأمة حيويةً، نتمنى له الخير خاصةً في ظل أزمته الاقتصادية، ونتمنى الخير لكل أمتنا، ونحن في هذه الزيارة أكدنا لسماحته كما سنؤكد لكل المسؤولين الذين سنقابلهم أن الشعب الفلسطيني المقيم في لبنان في المخيمات هم ضيوف على هذا البلد، يحترمون أصول الضيافة، وهم تحت سقف القانون والنظام وقوانين الدولة، ويحترمون أمن واستقرار هذا البلد الكريم، وهم لا يقبلون لا توطيناً ولا وطناً بديلاً ولا عوضاً عن فلسطين، عيونهم وقلوبهم نحو فلسطين متمسكون بحق العودة، ولكن في الظروف الصعبة التي يعيشونها أصبح هناك خطر آخر يتهددهم وهو التهجير والهجرة، ولذلك تمنينا على سماحته ونتمنى على المسؤولين في لبنان العزيز أن يساعدوا على توفير ظروف الحياة التي تمكن شعبنا من أن يعيش كريماً بصورة مؤقتة إلى أن يعود إلى أرض الوطن.

       أضاف: كذلك تحدثنا مع سماحته حول جملة عناويننا الوطنية الفلسطينية من معركتنا مع الاحتلال، مقاومة شعبنا، معركة سيف القدس، وهذه الأجواء التي عززت ثقة شعبنا وأمتنا بهزيمة المشروع الصهيوني، قضية القدس والأقصى، الخطر الذي يتهدد الأقصى في ظل السياسات الإسرائيلية، التدنيس المتواصل، محاولة تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً، سنّ قوانين تجبر الطلاب والطالبات حتى في المدارس والمعاهد أن يذهبوا للأقصى تدنيساً وتعدياً على حرمة مسجدنا المبارك، وما تتعرض له القدس في أحيائها، في حي الشيخ جراح، وباب العامود من سياسة تهجير وطرد، وكذلك ما يعانيه أهلنا في الضفة، ما تعانيه غزة من حصار، ما يعانيه أهلنا في الثماني والأربعين، وأهلنا في الشتات، أسرانا قضية. هذه هي عناويننا الفلسطينية، طبعا في زيارتنا للبنان وللبلاد العربية نحن نخاطب الأمة أن تكون معنا في هذه المعركة، واثقين إن شاء الله أننا سنهزم هذا العدو، متمنين للأمة أن تخرج من أزماتها، وأن تتجاوز التقسيمات العرقية والطائفية والمذهبية، وهذه صور التفتيت التي تقف إسرائيل والأمريكان وقوى عظمى خلفها، لكننا أمة واحدة مهما تنوعنا، هذا تنوع إثراء، تبقى همومنا لتطوير بلادنا وتحقيق الرخاء والأمن والاستقرار والتعايش، والتصدي لقضايانا المركزية وعلى رأسها قضية فلسطين.

       سئل: هل تم تجاوز ومعالجة الحادث الأليم الذي حدث في جنوب لبنان؟

       أجاب: بالتأكيد تألمنا كثيراً أن يسقط ضحايا فلسطينيون بأيدي فلسطينية، أياً كانت الظروف والأسباب، ففي جنازة الشهيد حمزة شاهين، والناس تتفاعل في هذه الجنازة، وبحضور رمزيات فلسطينية ولبنانية تتفاعل مع الهم الفلسطيني، أن تأتي رصاصات غادرة بأيدي فلسطينية، ويسقط ثلاثة شهداء، محمد وحسين وعمر، وغير الجرحى، لا شك أن هذا جرح في القلب وجرح في الكف، وبالتأكيد هذا لن يدفعنا إلى التخلي عن حرصنا على الوحدة الوطنية، ولا على سلامة المخيمات واستقرارها، ونحن سنمنع أي انجرار لخلافات داخلية، ولكن لا بد من الأخذ على أيدي القتلة، ونحن نحترم هذا البلد وسلطته السياسية وقوانينه، ولذلك طالبنا المسؤولين في لبنان بمعاقبة القتلة وتسليمهم ومحاسبتهم وفق القانون، فلا يمكن تبرير هذه الجريمة، لكن بالتأكيد هذا لا يعني أننا سنذهب إلى احتراب داخلي لا سمح الله أو إلى إشاعة أي نوع من الصراعات داخل المخيمات، مخيماتنا نريدها أن تظل مستقرة وفي وحدة وطنية، لكن الوحدة الوطنية تحتاج إلى تعزيز لأركان هذه الوحدة، ومن ذلك محاسبة القتلة والأخذ بحزم على أيديهم. رحم الله الشهداء، وإن شاء الله أيضا حرصنا على استقرار لبنان سيجعلنا في غاية الانضباط والحرص على المصلحة الوطنية العامة.

       سئل: بعض القوى السياسية اللبنانية انتقدت ما حصل، ماذا تقول لهم؟

       أجاب: إذا كانوا ينتقدون قتل الأبرياء فنحن معهم، أما إذا اعتبروا أن هذه مشكلة فلسطينية وهذه تزعج لبنان، ماذا نفعل؟ هؤلاء إخوانكم الفلسطينيون كضيوف في البلد، إن أصابتهم مصيبة قفوا معهم، اي لا تزيدوا مصيبتهم، خاصةً أننا لا نتدخل في الشأن اللبناني، ولم نمارس إساءة تنتهك السيادة اللبنانية، بالتالي يكفينا همنا كفلسطينيين،  وسنحترم أصول البلد وقوانينه وسياساته، أما بعض الجدل الذي يجري نتحمله، وسنعالجه بالحكمة إن شاء الله، وعندما كانت تحصل بعض المشكلات كانت القيادات الفلسطينية ومنها قيادات حماس تتواصل مع المسؤولين في البلد الكريم وتحتوي هذه الأزمات بحرصنا على لبنان، خاصة وأن لبنان الآن يمر في أزمة اقتصادية، لا نريد ان نزيد هم اللبنانيون فهم أهلنا وإخواننا.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق