والتقى مفتي الجمهورية وفداً من حركة حماس في لبنان برئاسة ممثل الحركة الدكتور احمد عبد الهادي الذي قال بعد اللقاء: تشرفنا بزيارة سماحة المفتي، وقدمنا له تحيات إخواننا في قيادة الحركة، وباركنا له في الحج وفي عيد الأضحى. زيارتنا له تأتي دائماً في تعزيز العلاقة مع هذا الموقع الهام بالنسبة الينا كحماس وكشعب فلسطيني.
وضعنا سماحته بصورة الأوضاع في فلسطين، وخصوصاً الحرب الشرسة من قبل العدو الصهيوني على أهلنا في القدس وفي المسجد الأقصى في إطار عملية التهويد للقدس والمسجد الأقصى في إطار تنفيذ صفقة القرن، وضعنا سماحته بأن هذا الكيان الصهيوني يقتحم ويعتدي على المسجد الأقصى وعلى المصلين فيه، لكن المرابطين في المسجد الأقصى دائماً يتصدون لهذا الاعتداء الصهيوني الغاشم بصدورهم العارية ولكن بعزيمتهم الصلبة.
وأكدنا لسماحته بأن شعبنا متمسك بالمحافظة على القدس وعلى المسجد الأقصى الذي يسعى الكيان الصهيوني لتهويده وتقسيمه مكانياً بعدما قسمه زمانياً.
أيضاً وضعنا سماحته بالتطور النوعي للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية بالرغم من حالة التشديد الأمني الهائلة والضغط الكبير من قبل العدو الصهيوني في الضفة الغربية إلا ان عمليات بطولية نوعية مستمرة وتتزايد في الضفة الغربية ما يعني – أكدنا لسماحته – بأن شعبنا متمسك بالمقاومة وبأنه لا يمكن أن يقبل بأن يبقى الاحتلال على أرضنا فلسطين.
واطلعنا سماحته على ما يجري في غزة على مستوى الحصار المطبق على أهلنا في قطاع غزة وان الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والمعيشية تضغط عليهم بشدة، وبالرغم من ذلك أكدنا لسماحته بان شعبنا في غزة ما زال مستمراً في مسيرات العودة التي يهدف الى تحقيق هدفين من خلاله، الأول: دائما، إبراز تمسكه بحق العودة إلى أرضه فلسطين، ثم إصراره على كسر إجراءات الحصار. وطمأناه بأن المقاومة بخير وبأنها تمتلك قدرات كبيرة جدا، أكيد ستقف بوجه أي اعتداء صهيوني على أهلنا في غزة، وأيضا هو أعداد في اطار مشروع التحرير.
كما وضعنا سماحته أيضا بخصوص إجراءات وزارة العمل والتداعيات التي حصلت نتيجة هذه الإجراءات، وأكدنا له بأن هذه الإجراءات التي تنطلق من تطبيق قانون يفرض إجازة العمل على الفلسطيني، هذه قضية تضرب وتضر بالصفة السياسية الاستثنائية للاجئ الفلسطيني باعتبار أن الفلسطيني ليس أجنبيا لكي تفرض عليه الإجازة، وانه لاجئ، ولذلك نحن نطالب – قلنا لسماحة المفتي – بتعديل القانون 129، وإلغاء الإجازة واعتبار ان بطاقة اللاجئ الفلسطيني هي إجازته، واكدنا له بان الفلسطيني عندما يعيش بكرامة من خلال اخذ الحقوق الإنسانية والاجتماعية لا يمكن ان يعني باي شكل من الإشكال ان ذلك قبول للتوطين او للتهجير. الشعب الفلسطيني الذي قدم ويقدم آلاف الشهداء وجرحى ويقارع هذا الاحتلال من اجل العودة لا يمكن ان يقبل بمشروع التوطين. بالمقابل اكد سماحته كالعادة وقوفه الى جانب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وخصوصاً أهلنا في القدس من خلال مؤسسات دار الإفتاء، ونحن نعلم ان أيادي مفتي الجمهورية وهذه المؤسسة العظيمة دار الفتوى لها جهود عظيمة في دعم شعبنا الفلسطيني، كما اكد وقوفه الى جانب شعبنا الفلسطيني في مطالبته بحقوقه الإنسانية والاجتماعية، وبالذات في موضوع حق العمل، وانه مع ان يعيش الفلسطيني بكرامة، وان يتم تعديل القوانين لصالح ان يعيش الفلسطيني بكرامة، اكد لنا سماحته بانه يتابع هذا الأمر باهتمام كبير مع دولة الرئيس سعد الحريري بحيث تفضي كل هذه الجهود الى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه خصوصاً بعد تشكيل اللجنة التي انبثقت عن الحكومة اللبنانية برئاسة الشيخ سعد الحريري وعضوية مجموعة من الوزراء، اكد سماحته انه يتابع أعمال هذه اللجنة مع دولة الرئيس لتحقيق ما ذكرنا، نحن من جهتنا اكدنا لسماحته إننا ننظر الى هذه اللجنة بإيجابية من حيث المبدأ على ان تكمل عملها لكي يتم تعديل قانون العمل وقانون التملك وتمضي قدماً في مناقشة القضايا الكبرى الخاصة باللاجئين الفلسطينيين حتى نعدل القوانين ونأخذ القرارات والمراسيم في مجلس النواب والحكومة اللبنانية ليعيش الشعب الفلسطيني بكرامة.
اكدنا لسماحته، نحن ضيوف في لبنان، ولا يمكن ان نكون فوق القانون وسيادة لبنان، ولكن في المقابل الضيف يجب ان يكرم ويجب ان لا يهان ويجب أن لا يذل، واكد سماحته انه لا يقبل بذلك حتى يعود الشعب الفلسطيني الى أرضه.