أخبار مفتي الجمهورية

سماحة المفتي يفتتح القرية الرمضانية على أرض دار الفتوى في فردان

افتتح مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان القرية الرمضانية على أرض دار الفتوى في فردان، بدعوة من مؤسسة مخزومي وجمعية بيروتيات ، بحضور سفراء دول عربية وأجنبية وقادة روحيين، وحشد من رجال الأعمال والشخصيات والإعلاميين.

استهل الحفل بتلاوة من القران الكريم، ثم بالنشيد الوطني والقى رئيس حزب الحوار الوطني النائب المنتخب فؤاد مخزومي مرحبا بالمفتي دريان والحضور وبتوجيه تحية إلى أبطال القدس وأطفالها لصمودهم في وجه الحقد والغدر وإصرارهم على الموت في سبيل فلسطين، مؤكداً أنهم أصحاب القضية المحقة التي لا تموت، وآملاً أن تعود القدس أولوية لدى العرب وسائر الدول.

وشكر مخزومي سماحة المفتي على دعمه المستمر ووضعه أرض دار الفتوى في تصرفنا لإقامة فعاليات القرية الرمضانية، داعياً الحضور إلى المشاركة في فعاليات القرية طيلة أيام شهر رمضان المبارك. وألمح إلى العراقيل التي أخرت افتتاح القرية، مؤكداً أن الأمل كان وسيبقى في حكمة المفتي ووقوفه على مسافة واحدة من الجميع. وشكر المتطوعين الذين تجاوز عددهم المئات والجمعيات من كل الفئات والمذاهب، لافتاً إلى أن التنوع هو ما يضفي على القرية الطابع البيروتي الجامع والعريق.

وشدد على أن المطلوب من النواب الذين حصلوا على ثقة أهل بيروت أن يتعاونوا من أجل خدمة الوطن خصوصاً على أبواب الشهر الفضيل. وفي رد على أجواء المعركة الانتخابية وما رافقها من تجنٍّ، أكد أننا سنواجه مع أهلنا هذا التعدي بالمودة والرحمة والتسامح، لافتاً إلى أنه اليوم نائب عن الشعب وليس لديه خصوم سوى المشاكل والمآسي والأزمات التي يمر بها المواطن بدءاً من النفايات والكهرباء والاستشفاء مروراً بأزمة السير والبطالة وصولاً إلى الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي. وكشف أنه في صدد إعداد برنامج متكامل تحت عنوان “الإقتصاد الإيجابي الجامع”.

وأكد أخيراً أن مؤسساته مستمرة، فمؤسسة مخزومي مستمرة في برامجها كافة وبيروتيات مستمرة لإكمال رسالتها من خلال تمكين الشباب وتوفير فرص العمل وتطوير مفهوم المواطنة لحماية الغد.

ثم تحدث المفتي دريان طالبا من الحضور في البداية الوقوف دقيقة وقراءة سورة الفاتحة الذين ارتقوا شهداء في مواجهة العدو الصهيوني الغاصب.

وقال مفتي الجمهورية: نسأل الله سبحانه وتعالى لهؤلاء الشهداء الأبرار الرحمة والمغفرة، وأن ينزلهم منازل الأنبياء والصّدّيقين الأبرار في جنات النعيم، ونسأله سبحانه وتعالى للجرحى الشفاء العاجل، ليكملوا مسيرة النضال من أجل تحرير كامل الأراضي الفلسطينية.

أضاف: لا يسعنا إلا أن نبدأ هذه الأمسية بوِقفةِ اعتزازٍ وافتخار، وتحيةِ إكبار، من خلال الدولة، ومن خلال الشعب اللبناني، مسلميه ومسيحيه، بالوقوفِ جنبًا إلى جنب مع الشعب الفلسطينيِّ الأبيِّ المناضلِ الكبير، لقد تعرَّضَتْ فلسطينُ لسَيلٍ مِنَّ النَّكَبَاتِ والأزَمات، وأكبرُ نكبةٍ هي اليوم، في افتتاحِ السفارةِ الأمريكية في القدس الشريف.

أضاف: ما بالُنا نحن العرب، ونحن المسلمين، الذين كنَّا من أوائل الشعوبِ التي تقفُ معَ مبدأ العدالة للشعوبِ كلِّها؟!، إنَّ نقلَ السفارةِ الأمريكية إلى القدس، لن يُغيِّرَ شيئًا من واقع النضال الفلسطيني، ونحن في لبنان نقف إلى جانب هذا الشعب الفلسطيني البطل، ودائمًا كنا إلى جانبه من أجل تحرير الأرض، وصولاً إلى أن يكونَ القدسُ الشريفُ العاصمةَ الأبديةَ لفلسطين العربية، وستبقى القدسُ بأقصاها ومساجدِها وكنائسِها عربيةَ الهُوِيَّة، مهما حاول العدوُّ الصهيوني تهويدَ الأرض وتهويدَ الناس، في النهاية ليستِ الكلمةُ لدولةٍ كُبرى، إنما الكلمةُ هي للدَّمِ الفلسطينيِّ الذي يُرَاقُ على أرضِ فلسطين من أجل تحريرِها، وتحريرِ أقصاها، وتحريرِ قُدسها. تحية منَّا جميعًا إلى الفلسطينيين الأبطال، الذين يواجهون بصدورِهِمُ العاريةِ آلةَ القتلِ التَّدمِيرِيَّةِ العُنصرِيَّةِ الإسرائيلية، مهما استبَدَّ هذا العدوُّ فالحَقُّ في النِّهايةِ سَيَنتَصِر، والباطلُ وأتباعُه سيُهزمون ما دام هناك شعبٌ حيٌّ يُقاوِمُ ويُكافِحُ من أجل عرضِه، ومن أجلِ أرضِه، ومعه الشعوبُ العربيَّةُ والصَّديقة، التي تقفُ إلى جانبِه في حربِه التي لن تنتهيَ إلا بتحريرِ فلسطين وتحريرِ الأقصى.

لقد تعوَّدْنا منذ سنواتٍ أنْ نلتقيَ قُبيلَ شهر رمضان المبارك على أرضِ وقفِ العلماءِ المسلمين التابعةِ لدار الفتوى، لقد أعطينا كلمتَنا بأنْ تكونَ هذه الأرضُ وفي هذا العام، بتصرُّفِ مؤسسة مخزومي، لتقومَ بواجِبِها الرمضانيِّ الإنسانيِّ للفقراءِ والمحتاجين مِنْ أهلِنا، وطبعًا نحن عندما نُعطي كلمتَنا لا نتردَّدُ ولا نتراجَعُ عنها أبدًا.

لقد اتفقنا أن يتمَّ افتتاحُ هذه القريةِ الرمضانية بعد الانتخاباتِ النيابية، حتى لا يقولَ البعض: إنَّ الافتتاحَ داخلٌ في المُنافسةِ الانتخابية، شهرُ رمضان هو شهرُ الوَحدَةِ العربيةِ والإسلامية، وللصَّومِ بُعدٌ اجتماعِيٌّ وَحْدَوِيٌّ كبير، نتطلَّعُ إلى أن يكونَ شهرُ رمضانَ هذا العام، شهرَ الوَحدَةِ والتَّضَامُن، وشهرَ استعادةِ الأرض، وشهرَ فُرصةٍ يُعيدُ فيها المسلمون تقوِيمَ أوضاعِهِم وأَدْوَائهم، فيعودون إلى منطقِ الوَحدَةِ والتَّضَامُنِ مِنْ أجلِ القضايا العربيةِ والإسلاميةِ الكبرى، حَوَاضِرُ تُهدَّدُ مِنْ حولِنا، جوامعُ ومساجدُ وكنائسُ ودُورُ عبادةٍ أيضا تُهدَّدُ، وتُهدَّمُ باسمِ الدين، والدينُ والأديانُ مِنْ هذه الأفعالِ بريئة.

أمامَنا بعدَ إعلانِ نتائجِ الانتخاباتِ النيابيةِ استحقاقاتٌ كبيرةٌ جدًا، لا يُمكِنُنَا تَجَاوُزُها إلا بِوَحدَتِنا وتَكَاتُفِنا،. لبنان، لا يُمكنُ أنْ يَنهَضَ إلا بتكاتُفِ الجميع، ونحن في دارِ الفتوى سنبقى أصحابَ الدَّورِ الجِامِعِ، والوَحْدَوِي، سنبقى أصحابَ الكلمةِ الطيبةِ التي تَجمَعُ ولا تُفرِّق، سنبقى هكذا لأننا مؤتمنون على الدِّين، ومؤتمنون على قضايا هذا الوطن.

بعد ذلك قدم النائب مخزومي للمفتي دريان درع القرية الرمضانية عربون محبة وتقدير لمواقفه الإسلامية والوطنية الجامعة. كما قدَّم مخزومي لرئيس جمعية التكافل الحاج عصام برغوت درعاً تقديرًا لعمله في خدمة المجتمع، ولجهوده الخيِّرة لأكثر من خمسين عامًا. وتخلل الحفل تواشيح دينية من وحي المناسبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق