أخبار مفتي الجمهورية

كلمة مفتي الجمهورية اللبنانية في الجلسة الأولى للقمة التشاورية لعلماء العالم الإسلامي في اسطنبول

ألقى مفتي الجمهورية اللبنانية كلمة في الجلسة الأولى للقمة التشاورية لعلماء العالم الإسلامي التي تنظمها رئاسة الشؤون الدينية التركية جاء فيها:
عنْدَمَا نَجْتَمِعُ اليَوْمَ للتَضَامُنِ مَعَ غزَّةَ؛ فَلِأَنَّ غَزَّةَ باقِيَةٌ وصامِدَةٌ، ومُناضِلَةٌ بِلا هَوادَة، وهِيَ لن تَنكَسِرَ بِعَوْنِ الله تَعَالى، وَبِفَضْلِ تَضَامِنِكُمْ وَمُسَانَدِتكُم ودَعْمِكُم أَنْتُم يَا عًلَمَاءَ الأُمَّة، ولأَنَّ أَهْلَ غّزَّةَ جُزءٌ منَ الشَّعْبِ الفِلسْطِينيِّ، الذي مَا كَسَرَهُ العُدوانُ المُتَنَامِي والمُتصَاعِد، فَقَدْ قَدَّمَ وَيُقَدِّمُ الشَّعْبُ الفِلسطينيُّ نِضَالاً أُسْطُورياً، بِالمُقَاوَمةِ وبِالدَّمِ، وبِالثَّورةِ المُسْتَمِرَّة، وبِالحِفَاظِ على الهُوِيَّةِ والانْتِمَاء.
أنَّ العِلَّةَ الأُولى لِعَدَمِ تَحْقِيقِ نَتَائِجَ مَلْمُوسَةٍ باتِّجاهِ الوصُولِ لِحَلٍّ عَادِلٍ لقَضِيَّةِ فِلَسْطِين، ومِنْ ضِمنِها قَضِيَّةُ غَزَّة ، يَتمثَّلُ في قُوَّةِ الدَّعْمِ الغَربيّ للعَدُوِ الصَّهْيونِيِّ المُغْتَصِبِ لأَرْضِ فِلَسْطِين، لِتَمْكِينِهِ مِنْ إِقَامَةِ دَوْلتِهِ الصَّهْيونِيَّةِ عَلى كَامِلِ أَرضِ فِلَسْطِين.
أضاف: أَرَى أنَّهُ يَنبَغِي أَنْ تَكُونَ هُناكَ في مُوَاجَهَةِ المُشكِلات في عَشَرَاتِ بُلدَانِ العَالَمِ الإِسلامِيّ ، سِيَاسَاتٌ وِقائيَّةٌ مِنْ جَانِبِ مُنظَّمَةِ التَّعاوُنِ الإسْلامِيِّ، وَمِن جَانِبِ المؤسَّساتِ الإنسانِيَّةِ الإسلامِيّةِ، مِثلِ الهِلالِ الأَحمَر ، وَجَمعِيَّاتِ المُتَطَوِّعِينَ مِنَ الأَطِبَّاءِ وَغَيرِهِم مِنَ المُنَظَمَاتِ الإنْسَانِيَّةِ الدَوْلِيَّة .
وتابع: يَنبَغِي أَنْ يَكُونَ لنا مَوقِفٌ سَوَاءٌ مِنْ جِهَاتِ العُدوَانِ الخَارِجِيَّة، أو مِنَ المِيلِيشياتِ وَالتَّنْظِيمَاتِ الإِرهابِيَّة، التي صَنَعَها الآخَرُونَ في دِيَارِنَا ، لِكَي نُخْمِدَ شُرُورَ المِيلِيشيَاتِ على بُنَى الدُّوَل، وعلى مُعَانَاةِ النَّاسِ الذين تَجْتَاحُ الاضْطِرَابَاتُ دِيَارَهُم . ففي كُلِّ فَترَةٍ تُعلِنُ تُركِيَّا عَنِ القَبْضِ على خَلايَا تَنْظِيمَاتٍ إِرهَابِية ، فعِندَنَا هاتانِ الظَّاهِرَتَان، لا بُدَّ مِنَ التَّعَاوُنِ فِي المُكافَحَة ، سَوَاءٌ جَاءَ الأَمْرُ مِنَ الدُّوَلِ التي تَكِيدُ الشَرَّ لِدُوَلِنَا ، أَوْ مِنْ عُمَلاءِ الإِرْهَابِ فِي دَاخِلِ دُوَلِنَا .
فلا بُدَّ مِنْ بَرنَامَجٍ لِلمُكافَحَةِ مِنْ جِهَة ، والإِصلاحِ وَتَجدِيدِ الخِطَابِ الدِّينِيّ من جهةٍ ثانية ، فِي كَثِيرٍ مِنْ بُلدَانِ العَالَمِ الإسلامي . فالإسلامُ المُعتدِلُ بِدَعْوَتِه ، كَفِيلٌ بِأنْ يُحاصِرَ هذِه الانشقاقَاتِ وَيُنهِيَهَا ، لِيَسلَمَ جُمهُورُ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتُهُم.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق