أخبار مفتي الجمهورية

حفل إفطار تكريمي لسماحة المفتي أقامته جمعية بيروت منارتي

أقامت جمعية بيروت منارتي حفل تكريمي لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال حفل إفطار أقامته بالمناسبة في فندق الموفنبيك بحضور ممثل رئيس مجلس النواب النائب محمد خواجة وممثل رئيس مجلس الوزراء الوزير بسام مولولي ووزراء ونواب وسفراء وممثلي رؤساء الطوائف الإسلامية والعديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية والعسكرية والإعلامية .

استهل الحفل بكلمة لرئيس جمعية بيروت منارتي المحامي مروان سلام الذي قال:  ما أحوجَنا في هذه الأيام،   لأن يعُمَّ  الاعتدالُ والحكمةُ في النفوس والنوايا وقراراتِنا الوطنية ضَنًّا بالبلد والوطن، وطنٍ ظلمْناه بخلافاتِنا واختلافنا، وطنٍ منتهكٍ مُنْهَكٍ يُحْتَضَرُ ويتلاشى… أعيدوا لبنان إلى خريطة العالم فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، نقول هذا الكلام وشعبُ لبنان مُنْهَكٌ يَعْتريهِ الخوفُ على وطنٍ مستباحٍ مُثْخَنٍ بجراحِ الإهمالِ وعدمِ المسؤولية، نقول هذا الكلامَ ومؤسساتُ الدولةِ تتحلّل..

أضاف: أَعيدوا لنا بيروت تلك المدينةَ العريقةَ التي لم يتبدَّل اسمُها على مَرِّ التاريخ. اِبنُوا الجسورَ َفيما بينَكم… ترفَّعوا عن مصالحِكم… تحاوروا… لا تنتظِروا أحدًا كي يَجْمَعَكم. إنَّ للعيش المشتركِ في لبنان نكهةً لا يتذوَّقُها إلّا كلُّ وطنيٍّ يخافُ على هذا البلد، ويتمسكُ بمشروعِ الدولةِ والدُّستور.

وتحدث الوزير السابق ميشال فرعون فقال: رمزية بيروت لا يمكن لأحد أن يطمح بتمثيلها من دون أن يجسد مزاياها في نبذ العنف والانفتاح والاعتدال والإيمان بصيغة لبنان.

ونشهد جميعاً، أن سماحتكم تحملون هذه الرمزية وبامتياز، وتجسدون قيم بيروت، مفتياً بيروتيا لكل لبنان، والى الذين يقومون بازدواجية التغازل ببيروت وقيمها مرة، ويستعملون القوة والترهيب للسيطرة عليها مرة أخرى، نقول إن مصيرهم الفشل، لأن بيروت لا تقبل إلا الأوفياء الصادقين المخلصين لقيمها الوطنية والمدافعين عن رسالتها وحقوق أهلها في العيش الحر الكريم، وفي دولة تظلل العدالة والمساواة كل أبنائها.

وأمام سماحتكم، نطلب اليوم من كل المؤمنين والمحبين لبيروت، والأوفياء المخلصين لقيمها، أن يوحدوا جهودهم ويجتمعون حول رمزيتها وتاريخها، من أجل إيجاد الحلول للخروج من الأزمات المتلاحقة والتعطيل الذي يواجهنا، ويعملوا لخير هذه المدينة وأهلها وخير لبنان واللبنانيين، فعندما تكون بيروت بخير يكون لبنان بألف خير.

والقى المفتي دريان كلمة جاء فيها: بَيْرُوتُ مَنَارَةُ العِلْمِ والمَعْرِفَةِ، مَدْرَسَةُ النِّضَالِ الوَطَنِيِّ وَالعُرُوبِيِّ ، الأَمِينَةُ عَلَى رِسَالَةِ فَقِيهِهَا الأَوَّلِ الإِمَامِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأوْزاعِيّ، الَّذِي عاشَتْ فتاوِيه وحِكَمهُ التي أَصَّلتْ لِثَقَافَةِ احْتِرَامِ التَّعَدُّدِ الدِّينِيِّ والمَذْهَبِيِّ، وأَرْسَتْ ثَقَافَةَ العَيْشِ المُشْترَكِ، عَلَى قَوَاعِدِ الحُّريَّةِ والمَحَبَّةِ والاحْتِرَام، حَتَّى أَصْبَحَتْ هَذِهِ الثَّقَافَةُ أَسَاسَاً مِنْ أُسِسِ شَخْصِيَّتِهَا ، وَرُكْنَاً مِنْ أَرْكَانِ هُوِيَّتِهَا. ولِذَلك، فإنَّ بَيْرُوتَ مُخْتَلِفَةٌ وَمُمَيَّزَةٌ بِأَهْلِهَا ورِسَالَتِهَا .

أضاف: فَقَدْ طَالَ زَمَنُ الشُّغُورِ الرَّئَاسِيِّ ، وَمَا زِلْنَا نَتَوَسَّمُ خَيْرَاً بِالجُهُودِ وَالمَسَاعِي الخَيَّرَةِ لانْتِخَابِ رَئِيسٍ للجُمْهُورِيَّةِ ، فَالتَّفَاؤُلُ ثَمَرَةُ الإِيمَانِ وَالعَزِيمَةِ والإِرَادَةِ الَّتِي تُوصِلُ فِي النِّهَايَةِ مَعَ العَمَلِ الحَثِيثِ إِلى نِهَايَةِ انْجَازِ الاسْتِحْقَاقِ الرِّئَاسِيِّ ، فَمِنْ غَيْرِ الجَائِزِ أَنْ تَبْقَى دَوْلَتُنَا مِنْ دُونِ رَئِيسٍ لَهَا، وَلَا يُمْكِنُ أنْ يَحْصَلَ لُبْنَانُ عَلى ثِقَةِ الأَشِقَّاءِ العَرَبِ والأَصْدِقَاءِ وَدُوَلِ العَالَمِ ، إِذَا لَمْ نُعِدْ الاعْتِبَارَ إِلى الدَّوْلَةِ وَمُؤَسَّسَاتِهَا ، فَالتَّسْويفُ وَالتَّأخِيرُ فِي انْتِخَابِ رَئِيسٍ لِجُمْهُورِيَّتِنا هُوَ مَشْروعُ انْتِحَارٍ ، بَلْ هُوَ الانْتِحَارُ  بِعَيْنِهِ ، وَهَذَا مرفوض ، مرفوض شَرْعَاً وَقَانُونَاً وَسِيَاسَةً وَبِكُلِّ مَعَاييرِ الوَطَنِ والوَطَنِيَّةِ ، ويَتَحَمَّلُ مسؤوليته  كُلُّ مَنْ لَا يَقُومُ بِوَاجِبِهِ الوَطَنِيِّ والسَّيَاسِيِّ ، وَيَتَقَاعَسُ عَنِ القِيَامِ بِدَوْرهِ، وَيُعَرْقِلُ سَعْيَ غَيْرِهِ فِي اجْتِرَاحِ الحُلُولِ للخُرُوجِ مِنْ نَفَقِ الأزَمَاتِ المُظْلِمِ الَّذِي طَالَ المُكْثُ فِيهِ

وتابع: نَحْنُ فِي دَارِ الفَتْوَى ، لَا وَلَنْ نَرْضَى السَّيْرَ فِي مَشَارِيعَ لَا يَحْكُمُهَا العَقْلُ والحِكْمَةُ وَالمَنْطِقُ السَّلِيم ، لِحِسَابِ مَصَالِحَ شَخْصِيَّةٍ ضَيِّقَةٍ يَضِيعُ لُبْنَانُ بِسَبَبِهَا وَيَنْدَثِرُ دَوْرُهُ  فِي أَدَاءِ رِسَالَتِهِ الوَطَنِيَّةِ وَالعَرَبِيَّةِ النَّبِيلَةِ الَّتِي لَا يَكُونُ إِلَّا بِهَا .

إِنَنَا نُطَالِبُ المَجْلِسَ النِّيَابِيَّ أَنْ يَقُومَ بِوَاجِبِهِ الدُّسْتُوريِّ الأَسَاسَيِّ، وَيُبَادِرْ إِلَى انْتِخَابِ رَئِيسٍ للجُمْهُورِيَّةِ، يَكُونُ رَأسَ الدَّوْلَةِ حَقَّاً ، وَرَمْزَ وَحْدَةِ الوَطَنِ، يُمَثِّلُ لُبْنانَ بِسِيَادَتِهِ وَاحْتِرَامِ دُسْتُورِهِ، وَحَكَمَاً نَاظِمَاً لِعَمَلِ الدَّوْلَةِ وأَدَائِهَا، والَّذِي لَا يَنْتَظِمُ وَلَا يَتَوَازَنُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ نَظْرَتُهُ وَاحِدَةٌ لِجَمِيعِ اللبْنَانِيِّين، لَا يُمَيِّزُهُم إِلَّا إِخْلَاصُهُم لِوَطَنِهِم وَجُهْدُهُم لِلنُّهُوضِ بِهِ .

       وختم: فلسطين تعني كل العرب والمسلمين وهي قضيتنا وستبقى مهما طغى العدو الصهيوني، والعدوان على غزة وأهلها هو إبادة موصوفة، ينبغي ان نسأل موقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان وكل المجتمعات البشرية ماذا فعلت وقدمت لردع العدوان الصهيوني وإيقاف هذه الإبادة بحق شعب يريد ان يعيش حرا على أرضه ودولته الحرة المستقلة.

وتسلم المفتي دريان من المحامي سلام وأعضاء جمعية بيروت منارتي درعا عربون محبة وتقدير.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق