أخبار مفتي الجمهوريةالمديرية العامة للأوقاف الإسلامية في لبنان

سماحة المفتي يفتتح مسجد النعمان في منطقة الجية

دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الى حُكُومَةُ ثِقَةٍ تُؤَسِّسُ لِمَرحَلةٍ جَدِيدة، مؤكدا ان الرَّئيسُ المُكَلَّف هُوَ صَاحِبُ القَرَارِ وَالخِيَارِ في عَمَلِيَّةِ التَّشْكِيل، بِالتَّشَاوُرِ مَعَ رَئيسِ الجُمْهُورِيَّة، وان َالتَّأْخِيرُ في التأليف، لا يَتَحَمَّلُهُ الرَّئيسُ المُكَلَّفُ وَحْدَه.

كلام المفتي دريان جاء خلال افتتاحه مسجد النعمان في منطقة الجية بإقليم الخروب الذي بناه على نفقته الخاصة رجل الأعمال أسامة النعمان ليكون صدقة جارية عن روح والديه الحاج القاضي محمود النعمان والحاجة تركية علي الحوت بحضور النائب فؤاد مخزومي والقائم باعمال سفارة دولة الامارات العربية المتحدة حمدان الهاشمي ومفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ومحافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي ورئيس بلدية الجية جوزج قزي وقضاة شرع والعديد من العلماء والشخصيات.

وبعد أن أزاح المفتي دريان وأسامة النعمان والحضور الستارة عن اللوحة التذكارية التي تحمل اسم المسجد نحرحت الخراف ثم توجه الجميع الى قاعة المسجد، استهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم القى المشرف على المشروع الحاج احمد الكجك كلمة شرح فيها الخرائط الإنشائية والتجميلية للمسجد، وشكر باسم أهالي الجية المحسن أسامة النعمان على تبرعه لبناء المسجد بأجمل المواصفات والتصاميم التي تليق بهذا الصرح الديني.

وتحدث المتبرع لبناء المسجد أسامة النعمان شاكرا مفتي الجمهورية على رعايته لافتتاح هذا المسجد الذي بني على أسس المحبة والإخوة والتعاون والتضامن ونشر سماحة الإسلام على قواعد الإيمان، التي لا تعرف حقداً ولا حَسَداً ولا كراهيَة، وحث على انتهاج العمل الدعوي والخيري والاجتماعي في لبنان لان الوطن بحاجة الى  جهود كل أبنائه للنهوض به نحو الأفضل، داعيا الى التعاون والمحبة والتلاقي لخدمة وطننا لبنان الذي نعتز ونفتخر به.

وقال النائب فؤاد مخزومي باسم أصدقاء العائلة: فالمساجد تجمع المسلمين، وتجمع الشباب حول مبادئ الإسلام وأخلاقياته الرفيعة. ولا أخفيكم أن طموحنا اليوم هو أن يحصل الجيل الجديد على هذه الأخلاقيات والمفاهيم التي نعتز بها ويحتاجها الوطن اليوم أيّما احتياج مثل التسامح والصدق والنزاهة والتشارك والحوار. فالإسلام دين العلم.. ومن واجباتنا أن يحصل شبابنا على الأخلاقيات الإسلامية من مصادرها خصوصاً عبر الدار الجامعة، دار الفتوى فهي الضمانة الأكيدة لتثقيف شبابنا وشاباتنا تعاليم ديننا السمح.

للمساجد دور عظيم في الإسلام، إنها بيوتُ الله تعالى وفيها يذكر اسمه الجليل. خير الأماكن لتربية المسلمين فهي تعلم الناس أن يعيشوا سوياً  متكاتفين ومتضامنين. ولطالما خرّجت المساجد والمعاهد الدينية علماء أعلام وقادة كبار حملوا راية الإسلام.. للأسف، يتعرض الإسلام في وقتنا الحاضر لكثير من الإساءات، لذا علينا كمسلمين أن نثبت أنه دين التسامح والعيش المشترك.. دين أعطى المرأة حقوقها منذ أكثر من 1400 عام.. والمساجد هي مكان للتأمل والإلفة والأنشطة التربوية والاجتماعية.

وطبعاً، لا يمكن أن ننسى دور القرآن الكريم الذي لا يحثنا على تنفيذ تعاليم الدين الحنيف فحسب، بل على العلم والعمل. وهما اليوم سلاحنا. لذلك صار لزاماً علينا أن نحضر أجيالنا الجديدة لمواجهة التحديات بسلاح العلم والمعرفة لخوْض معركة وجودنا ونوعية حياتنا.. ومن الضروري إعادة النظر في البرامج التعليمية، وخاصة الجامعية منها، وتوجيه الطلاب إلى الاختصاصات التي يطلبها سوق العمل اللبناني أولاً، ومن ثم أسواق العمل المفتوحة للبنانيين مما يؤدي إلى تحجيم البطالة.

في هذه المناسبة العزيزة أتمنى أن أكون على قدر المسؤولية في خدمة أهل بيروت. أعدكم بأن أبقى على عهدي في العقد الذي أبرمته مع أهلي في بيروت وسأضع نصب عيني حاجاتكم الملحة في مختلف الملفات بدءاً من الأمن والتلوث والنفايات وصولاً إلى توفير السكن في بيروت الحبيبة للشباب الطالع وفرص العمل والكهرباء والدواء.

شبابنا لديه القوة ونحن لدينا الخبرة، وهناك إمكانية شراكة بيننا وبينكم لنبني لبنان الذي يقدر أن يعيش به الشاب اللبناني والذي حرمنا نحن منه. ومن الضروري بمكان العمل على إعادة دور الطائفة السنيّة الوطني الإسلامي والقومي. ونسأل الله عزّ وجل أن يسدد خطانا من أجل خير أهلنا في بيروت أينما كانوا وكيفما حلوا فأنتم كنتم الجسر.. وما زلتم الجسر.. وستبقون الجسر بين مختلف مكوّنات المجتمع اللبناني.

ثم ألقى مفتي الجمهورية كلمة الآتي نصها: لقد أَتَينَا اليومَ لِعَمَلٍ كُلُّهُ خَيرٌ في المَبْدَأِ وَالعَاقِبَة. رَجُلٌ مِنْ عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِين ، الأستاذ أُسامه محمود نُعمان. شَيَّدَ بَيتاً مِنْ بُيوتِ الله، بَرّاً بِوَالِدِهِ المَغْفُورِ لهُ بِإذْنِ الله، الحاج محمود أحمد نُعمان، وَذِكْراً حَسَناً لهُ وَلِذُرِّيَّتِه. المسجدُ هُوَ المَكَانُ الذي يَجْتَمِعُ فيه المؤمنون لِذِكْرِ الله، في الصَّلَوَاتِ الجَامِعَة،  وَصَلَوَاتِ الجُمُعَة، وَالمُنَاسَبَاتِ وَالأَعْيَاد. وَقدْ قالَ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى في آياتِ سُورَةِ النُّورِ التي تَلَوْتُهَا عَليكُم، إنَّ أَجْرَ هؤلاءِ الذين يُعَمِّرُونَ المَسَاجِد، وَيَعْمُرُونَها بِذِكْرِ الله، وإِقَامِ الصَّلاة، رَجَاءً وَخَوفاً، يَجْزِيهِمُ اللهُ أَحْسَنَ الجَزَاء، وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِه، وَمِنْ ضِمْنِ الفَضْلِ الرِّزقُ بِدُونِ حِسَاب .

أيُّها الأَخُ الكَرِيمُ الدَّاعِي إلى هذه المَكْرُمَة، أيُّها الحَاضِرُونَ الأَفَاضِل :

يقولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ في القرآنِ الكريم : ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً﴾ .  والمقصودُ أَنَّه لا اشْتِرَاكَ في العِبَادَة ، ولا اشْتِرَاكَ في النِّيَّة ، فَالعَامِلُ مِنَّا عَامِلٌ لِوَجْهِ الله ، وَبِذَلِكَ يَتَحَوَّلُ العَمَلُ _ أيُّ عَمَلٍ _ خَالِصٍ لِوَجْهِ الله، إلى عِبَادَة، فَكَيفَ إِذا كَانَ العَمَلُ هُوَ بِنَاء المَسَاجِد . عِنْدَها يَكُونُ كَمَا قَالَ سُبْحَانَه: ﴿يَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾. والرِّزْقُ مِنْ هِذِهِ الجِهَةِ أَمْرَان : النِّعْمَةُ التي يَتَفَضَّلُ اللهُ بِهَا على المُحْسِنِين . وَالتَّوفِيقُ العَامُّ ، بِأَنْ يُوَجِّهَ اللهُ عَبْدَهُ إلى الأعْمَالِ الصَّالِحَة، التي فيها الأَجْرُ وَالذِّكْرُ في الدُّنيا والآخِرَة.

أَنْتَ يا صَاحِبَ مَكْرُمَةِ بِنَاءِ هذا المَسْجِد، وَأَنْتُمْ أَيُّها الحَاضِرُون ، تَعْرِفُونَ أنَّ أَكْثَرَ الأَعْمَالِ أَجْراً هي الأَعْمَالُ الأَكْثَرُ مَشَقَّةً . وَالمَشَقَّةُ لا تَقْتَصِرُ عَلى التَّكْلُفَةِ المَادِّيَّة، بل تَشْمَلُ التَّحَدِّيَاتِ التي تُوَاجِهُنَا نَحنُ جَمَاعَةَ المُسلِمِين ، في دِيَارِنَا وفي العَالَم . وَفي زَمَنِ الفَتَنِ والأَزَمَات، يَقولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّم : (يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ) ، فَلَدَينَا مُشْكِلَتَان: مُشْكِلةٌ مَعَ أُولئكَ الذين يُرِيدُونَ صَرْفَنَا عَنْ دِينِنَا ، إِذا اسْتَطَاعُوا ، وَالمُشْكِلَةُ مَعَ بَعضِ شُبَّانِنَا الذين سَارُوا في التَّطَرُّفِ إلى الحَدِّ الأَقْصَى ، بِحَيثُ انْصَرَفُوا إلى القَتْلِ باسْمِ الدِّين ، وَالدِّيُن مِنْهُمْ بَرَاء.

وَوَسَطَ هَذِهِ الظُّرُوفِ الصَّعْبَةِ وَالعَاتِيَة ، نَجِدُ هَؤلاءِ النَّاسَ الخَيِّرِينَ المُقْبِلِينَ على بِنَاءِ المَسَاجِد ، وَأَدَاءِ الصَّلَوَات، وَإِعْطَاءِ الزَّكَوَاتِ وَالصَّدَقَات ، وَصُنْعِ الخَيرِ لِذَوِي القُرْبَى وَلِلنَّاسِ أَجْمَعِين . وَهذِهِ نِعْمَةٌ كُبْرَى ، وَعَمَلٌ شَاقّ ، لِأَنَّه  يَأْتِي في أَزْمِنَةٍ صَعْبَةٍ وَقَاسِيَة.

أيُّها المُحْسِنُ الكَبِير، أيُّها السَّادة :

أنْتُمْ جَمَاعَةُ المُؤْمِنين وَالمُسْلِمِين ، وَهَذَا المَسْجِدُ العَامِرُ إِنْ شَاءَ الله، مَعْمُورٌ بِكُم ، وَلَكُمْ أَجْرُهُ وَشُكْرُهُ بِالاجْتِمَاعِ فِيهِ على العِبَادَةِ مِنْ جِهَة ، وَبِمَدِّ هَذِهِ النِّعْمَةِ إلى الجِوَارِ بِالصَّبْرِ وَبِتَطِلُّبِ الأَجْر ، وَبِجَمْعِ الكُلِّ عَلى المَحَبَّةِ وَالرَّحْمَة ، فَلا تَنْسَوا أَنَّ آيَةَ المَسَاجِد ، هي الآيةُ الثَّانِيَةُ بَعْدَ آيَةِ النُّور : ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾. نَحنُ نَاشِرُو النُّور، وَأَعْدَاءُ الظُّلْمَةِ وَالظَّلَام، وَالظُّلْمِ وَالانْظِلَام . وَالصَّبْرُ الذي يُؤْجَرُ عَليهِ المُؤْمِنُ نَوعَان : الصَّبْرُ عَلى المَكْرُوه، وَالصَّبْرُ على العَمَلِ الصَّالِح ، وَنَحنُ المُسلِمينَ اليومَ في حَالَتَيْ هَذَينِ الصَّبْرَين . اليَومَ نَبنِي المَسَاجِد. وَغَداً نَعْمَلُ عَلى إِعْمَارِ المَدَارِسِ التي تُعَانِي مُشْكِلات.  وفي كُلِّ الأَحْوَال، نُشَارِكُ بِإيْجَابٍ في بِنَاءِ الوَطَن، وَإِعْمَارِ الدَّولة، وَلا نُشَارِكُ في اضْطِرَابٍ أَوْ خُذلان، أو أَمْرٍ مُضِرٍّ بِالاسْتِقرَارِ وَبِمُقْتَضَيَاتِ العَيشِ المُشْتَرَك.

أيُّها الأحِبَّة :

إِنَّ المُنَاخَ السَّائدَ في البَلد، مُتَشَنِّج، لأنَّ تَشْكِيلَ الحُكومَةِ حَتَّى الآن، لا يَزَالُ بَينَ أَخْذٍ وَرَدّ، وَمُشَاوَرَاتٍ وَلِقَاءَات، لِإِيجَادِ الصِّيغَةِ الأَمْثَلِ لِوِلادَةِ حُكومَةٍ وَطَنِيَّة، لا حُكُومَةَ أَكْثَرِيَّةٍ أَوْ أَقَلِّيَّة، بَلْ حُكُومَةُ ثِقَةٍ تُؤَسِّسُ لِمَرحَلةٍ جَدِيدة، في إطارِ النُّهُوضِ بِلُبنَانَ، وَصَوْنِ عُرُوبَتِه، مِنْ خِلالِ دَعْمِ مُؤسَّسَاتِ الدَّولَةِ الرَّسْمِيَّةِ واسْتِنْهاضِها.  وَالتَّأْخِيرُ في التأليف، لا يَتَحَمَّلُهُ الرَّئيسُ المُكَلَّفُ وَحْدَه ، فهوَ يَسْعَى ليلَ نهار، إلى إنجازِ المُهِمَّةِ التي أَوْكَلَها لهُ أغْلَبِيَّهُ نُوَّابِ المَجْلِسِ النِّيَابِيّ ، مِمَّا يَتَطَلَّبُ مِنَ الفُرَقَاءِ السِّيَاسِيِّينَ ، التَّعَاوُنَ والتَّوَاضُع ، وأنْ يَكُونوا مَرِنِيين ، وأنْ يَتَعَاطَوا بِرُوحِ المَسْؤُولِيَّةِ الوَطَنِيَّة، التي تَقْتَضِي وِلَادَةَ الحُكومَةِ اليومَ قَبْلَ الغَد، فالتَّأْخِيرُ في التَّأْلِيف، عَامِلٌ سَلْبِيّ، وَيُشَكِّلُ إِرْبَاكًا اقتصادِيّاً واجتماعِيّاً يُؤدِّي إلى بَلبَلَةٍ مَالِيَّةٍ واقتصاديةٍ نَحنُ بِغِنىً عَنْهما، وَلولا حِكْمَةُ المَعنيِّينَ الذين لا يَزالونَ يُحافِظُونَ على الوَضْعِ الاقْتِصَادِيِّ مِنَ الانهيار، وَوَعْيُهُم، لحصلَ ما يَحذَرُهُ الجميع ، فالرَّئيسُ المُكَلَّف، هُوَ صَاحِبُ القَرَارِ وَالخِيَارِ في عَمَلِيَّةِ التَّشْكِيل ، بِالتَّشَاوُرِ مَعَ رَئيسِ الجُمْهُورِيَّة ، وَبِالتَّعَاوُنِ مَعَ الفُرَقَاءِ السِّيَاسِيِّين، كما يَنْبَغِي أنْ تَكُونَ الحُكُومَةُ المُقبِلَةُ بعيدةً مِنَ المُنَاكَفَاتِ السِّيَاسِيَّة، وَمُتَجَانِسَةً لا يَشُوبُهَا شَائبَة،  وَأنْ يَعْمَلُوا على سِيَادَةِ رُوحِ الأُخُوَّةِ وَالمَحَبَّةِ وَالتَّعَاوُنِ في ما بَيْنَهُم، لِكَي يَبْقَى لُبْنانُ وَشَعْبُه نَمُوذَجاً لِلعَيشِ المُشْتَرَك .

نَحنُ في دَارِ الفَتوَى، نَتَوَسَّمُ خَيرًا في وِلادَةِ الحُكُومَة، التي سَيَكُونُ لها انْعِكَاسَاتٌ إِيجَابِيَّةٌ على اللبنانِيِّينَ كَافَّة، بِتَفْعِيلِ العَمَلِ المُؤَسَّسَاتِيّ، الذي يَعُودُ بِالنَّفْعِ عَلى الجَمِيع، فَالتَّفَاؤُلُ يَدفَعُ بِالإنسانِ نَحوَ التَّقَدُّمِ وَالعَمَلِ وَالنَّجَاحِ وَتَجَاوُزِ المِحَن، وَالتَّفَاؤُلُ هُوَ الإِيمانُ الذي يُؤَدِّي إلى الإنْجَاز.. لا شَيءَ يُمْكِنُ أنْ يَتِمَّ دُونَ الأَمَلِ وَالثِّقَة، فيا أَيُّها اللبنانيون، تَفَاءَلُوا بِالخَيرِ تَجِدُوه، وَنُطَمْئنُكُمْ أنَّ الحُكُومَةَ سَتُبْصِرُ النُّورَ مَهْمَا وَاجَهَتْهَا العَرَاقِيلُ وَالعَقَبَات، فلا بُدَّ لِلَّيلِ أنْ يَنْجَلِي.

إنَّ المُهِمَّ هوَ الحِفَاظُ على النَّهْجِ الإيجَابِيِّ في الحَياةِ وفي التَّعَامُل، وَصُنعِ الخَيرِ وَالوُدّ . وَهُوَ نَفسُهُ نَهْجُ بِنَاءِ المَسَاجِد ، لِجَمْعِ النَّاسِ عِلَى العِبَادَةِ وَعَمَلِ الخَير.

هَنِيئًا لكُمْ هَذا الإقبالُ على عَمَلِ الخَير، وَهذِهِ الإيجابِيَّةُ في التَّعَامُلِ وَجَمْعِ النَّاس. وَأَسْأَلُ اللهَ تعالى على مَشَارِفِ مَوسِمِ الحَجّ ، أَنْ يَجْمَعَنَا دَائمًا على الخَيرِ وَالطُّمِأْنِينَةِ وَالسَّلام، في أَوْطَانِنَا وَأُمَّتِنَا. وَرَحِمَ اللهُ مَنْ بَنَى هذا المَسْجِدَ تَذْكَارًا وَتَذْكِرَةً له. وَهَنِيئًا أَخيراً لِمَنْ حَفِظَ وَالِدَهُ وَصِيَّةً وَذِكْرَى بِتَشْييدِ هذا البِنَاءِ الجَمِيلِ وَالجَلِيل. واللهُ المُوَفِّق.

بعد ذلك جال المفتي دريان والحضور في أرجاء المسجد وقاعاته ثم أم المصلين في صلاة الجمعة بعد ان القى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو خطبتي الجمعة مركزا في خطبته على رسالة المسجد من حيث بناؤه وإقامة الشعائر الدينية فيه ونشر التعليم الديني وروح التكافل الاجتماعي، مؤكدا  على أهمية دور المسجد في نشر التوعية والثقافة الإسلامية والعمل على وحدة كلمة المسلمين في مختلف قضاياهم الدينية والوطنية.

ثم أقيم حفل غداء على شرف المفتي دريان والحضور بدعوة من المحسن أسامة النعمان.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق