أخبار مفتي الجمهورية

كلمة مفتي الجمهورية اللبنانية في المؤتمر العاملي للأقليات المسلمة في أبو ظبي

واصل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان مشاركته في المؤتمر العالمي للأقليات المسلمة في أبو ظبي ورأى خلال ترأسه الجلسة العلمية حول الحوار بين اتباع الاديان أن لا حَلَّ لِمُشْكِلةِ الأقلِّيَّات، إلّا بالخُروجِ مِنْ مَنْطِقِ الأقلِّيَّة، إلى مَنْطِقِ المُوَاطَنَة، بانْدِمَاجِها وبِحُقوقِها وَوَاجِبَاتِهَا، واعتبر ان هناكَ ثلاثةُ أُمورٍ مُتَرابِطَة، لا بُدَّ مِنْ أنْ تَحْصل وهي:

الأمرُ الأوَّل: اِستِعَادَةُ الهُدوءِ والسِّلمِ في بُلدانِ المَشْرِق، ليسَ مِن أجْلِ إيقافِ الهِجْرةِ الضَّاغِطَةِ فقط، بل وَمِنْ أجلِ إيقافِ ظوَاهِرِ العُنْفِ أيضًا.

والأمرُ الثَّاني:  ضرورةُ مُعالجَةِ هذهِ الانْشِقاقاتِ الكارِثِيَّةِ في الدِّين، التي وَجَّهَتِ العَالَمَ كُلَّهُ ضِدَّنا، بِدَاعِيَةِ مُكافَحَةِ الإرهاب.

والأمرُ الثَّالث: الحِوارُ والتَّشارُكُ بينَ العَرَبِ والمُسلمين مِنْ جِهة، والعَربِ والمُسلِمِينَ في دِيارِ الهِجرة، والسُّلُطاتِ في تِلكَ البُلدان مِنْ جِهةٍ ثانية.

أضاف المفتي دريان: أنَّ قضايا الأقلِّيَّاتِ القَومِيَّةِ والإثْنِيَّةِ والدِّينِيَّة، ظَهَرَتْ وَتَطَوَّرَتْ في مَرحلةُ تَشَكُّلِ الدُّولِ الوطنِيَّةِ الجديدة، بَعدَ الحَربِ الأُولى، وفي مَرحَلةُ الهِجْرةِ بَعْدَ الحَربِ الثَّانِية، وَصَارتْ مُشْكِلاتٍ في كُلِّ مَكان، وَبِخاصَّةٍ في بُلدانِ المَشْرِقِ وَالبَلْقَان، وَشَرْقِ آسْيَا، وَمَا بَينَ الشَّرقِ الأوسَطِ وَالهِنْدِ ومَا وَرَاءَهُمَا. وقد تَفَاقَمَتْ مُشكِلاتُ الأقلِّيَّاتِ أخيرًا، تَحْتَ وَطْأَةِ عَمْلَقَةِ مَسائلِ الهُوِيَّة، مِنْ مِثلِ الأقَلِّيَّاتِ الدِّينِيَّةِ والإثْنِيَّة، والآن قضِيَّةُ الأقلِّيَّاتِ العَربِيَّةِ والإسلامِيَّةِ في الغَربِ الأوروبي، بَعدَ أنْ تَفَشَّى العُنْفُ ضِدَّ الغَيرِ في صفوفِ بعضِ شُبَّانِها.

وتابع قائلا: فإنَّ مؤتَمَرَ الأقلِّيَّاتِ في دَولةِ الإمَارات، يُعتَبَرُ خُطوةً أساسِيَّةً على طريقٍ طويل، حافِلٍ بالرِّعايةِ والعِنَايةِ والتُّؤَدَة، باتِّجَاهِ ثقافةِ المُوَاطَنَةِ وحقوقِها وَوَاجِبَاتِها.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق