ما زال الكفار يهددون المسلمين، ويشكلون خطرًا عليهم، فهذه قبائل غطفان تتجمع للهجوم على المدينة، فكان لابد من الخروج إليهم وردعهم قبل أن يهاجموا المسلمين.
فخرج المسلمون في شهر ربيع الأول من العام السابع من الهجرة، وهم لا يبالون بالتعب، يتبادل كل ستة منهم ركوب بعير واحد، ويسيرون في الجبال، وفوق الصخور، حتى أصيبت أقدامهم وسقطت أظافرهم، فأخذوا يلفون أرجلهم بالخرق والرقاع (القماش القديم)، فسميت هذه الغزوة باسم ذات الرقاع، وتسمى أيضًا بغزة نجد.
فلما علمت قبائل غطفان بقدوم المسلمين هربت، فلم يقع قتال، وعاد المسلمون منتصرين. وفي طريق العودة اشتد الحر عليهم، وجاء وقت القيلولة فنزلوا في وادْ كثير الأشجار، وتفرق المسلمون يستظلون فيه.
وقد نام الرسول ( تحت شجرة وعلق سيفه بها، فإذا بأعرابي كافر يأتي فيأخذ السيف، فشعر به الرسول، واستيقظ من نومه، فقال الأعرابي: من يمنعك مني؟ فقال رسول الله (: “الله”. وإذا بالأعرابي يرتعد ويسقط السيف من يده، فأخذه النبي ( ثم عفا عن الأعرابي وتركه. [متفق عليه].