شهر رمضان المبارك

المرأة في رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

أما بعد،

فإنّ دور المرأة في هذا الشهر الفضيل هو أساسي من الناحية التعبدية والاقتصادية، فمن الناحية التعبدية على المرأة ان تكون أكثر حرصاً على أداء دور مشجع للتعبد، والإحساس بلذة الصيام والإبتعاد عن محرمات الإفطار واسبابه فهي عندما تصوم عليها أن تصوم عن كل ما هو من شأنه ان يؤدي لافطارها أو إفطار الآخرين ممن تتعامل معهم أو تتعايش في بيئتهم فالامتناع عن المظاهر الفتانة والإغراءات ان من ناحية المظهر أو الملبس أمر ضروري ولها أجر بذلك ودور ناجح في ابعاد المفاتن والوقوع فيها. هذا من ناحية أما من ناحية أخرى عندما تلتزم بالصيام والعبادة والقيام بشعائر هذا الشهر الكريم تكون قدوة لعائلتها ولصديقاتها ولكل من لها بهم صلة، فلا يستخف احدٌ بدور المرأة التعبدي فهي أساس، وأساس مؤثر بالمجتمع ولها منا كل التقدير في ادائها الصحيح والعظيم لأن الاسرة بأكملها تتأثر بها ومحيطها كذلك يتأثر بها فليكن أثرها إيجابياً ومليئاً بالخير والعبادة خير من غير ذلك.

على أن للمرأة أيضا دورها الإقتصادي في المنزل في شهر رمضان وهو أساسي ومهم كذلك حيث أنها تستطيع ان تقوم بإدارة مصاريف الإفطار والسحور كما تريد فهي المقرر بهذا الشأن يمكنها ان تنفق ما يتحمله الأب  أو الزوج أو الشقيق أو الإبن بحسب معرفتها.

وما درج عليه الناس في الماضي هو الإفراط بالتحضير والتجهيز لمآدب الإفطار وهذا ربما عادات أو رغبة بكل شيء يشعر الصائم انه بحاجة إليه وعندما يأتي موعد الإفطار فلا يأكل إلا القليل ويهدر الكثير ومن هنا المرأة دورها الانتباه والتنبيه لمثل هذه الحالات، وان تقدر ما تراه نافعاً وفعالاً لعائلتها وبالتالي لها اثر أيضاً بنُصْح الرجل بأن يطعم الفقراء مما صنعته يداها الكريمتان في هذا الشهر المبارك، وهذا هو أهم مقصد من مقاصد الصيام أن يشعر القادر مع غير القادر والغني مع الفقير، وهذا الدور للمرأة انا اتمناه على مدار السنة وليس فقط في رمضان فهي لا تدري كم هي مهمة ومؤثرة في المجتمع وإذا خاضت التجربة سوف تدرك ما أقول، هدانا الله إلى ما فيه الخير والصلاح..

الشيخ علي بيطار

إمام مسجد البسطا التحتى-بيروت

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق